تعاني قرى مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة حالة تهميش متعمدة من حكومة اشتية وعدم تقديم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للسكان، وهو ما يفاقم من معاناتهم.
وتعد حادثة وفاة الرضيعة غرام ياسر عرفات (3 أشهر) في إثر عدم توفر الكهرباء أو مولد للطاقة لتشغيل جهاز التنفس الاصطناعي أو وجود الأكسجين، في مركز صحي بلدة حوارة الذي نقلت له من قريتها عينابوس المجاورة، واحدة من أشكال التهميش والتقصير الحكومي في تقديم الخدمة لسكان قرى نابلس.
وأعلن عن وفاة الطفلة غرام يوم 3 يونيو الجاري.
ويقول السكان في قرى نابلس: إن حكومة اشتية تتجاهل نداءاتهم المتكررة حول ضرورة توفير الخدمات الأساسية وتقديم الدعم والإسناد لهم، خاصة أنهم يعيشون في مناطق مستهدفة من المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويستغرق السكان ساعات للوصول إلى أقرب مركز صحي، أو مستشفى، لتلقي العلاج، أو نقل الحالات الخطرة، إضافة إلى أن غالبيتهم يُعالجون في مركز حوارة الصحي الذي يفتقد إلى الكثير من المعدات الطبية.
وأكد رئيس مجلس قروي قريوت نضال البوم، أن القرية البالغ عدد سكانها 3 آلاف نسمة، تتعرض لتهميش وإهمال مع عدم الاستجابة لنداءات المجلس المستمرة لحل مشاكل القرية، وتوفير الخدمات الأساسية لسكانها.
وقال البوم لصحيفة "فلسطين": "يوجد في القرية التي تعد إحدى قرى نابلس، مركز صحي صغير يتبع للهلال الأحمر، ويوجد به طبيب وفي بعض الأيام لا يكون موجودًا، وهو ما يهدد حياة السكان".
وأضاف البوم: "عند وجود حالات مرضية خطيرة أو طارئة نضطر إلى الذهاب لمركز صحي قرية قابلان الذي يبعد عن قريوت 13 كيلو متر، وهو ما يشكل خطرًا على حياة المرضى بسبب سوء الطريق".
وأوضح أن المجلس القروي طالب أكثر من مرة من مديرية الصحة في نابلس بحل مشكلة المركز الصحي للقرية خاصة إيصال أدوية مرضى السكرى والضغط، وصرفها داخل القرية وليس في المدينة، ولكن دون استجابة.
وبين أن القرية تعاني أيضًا من طرق متهالكة، وهو ما يعيق وصول سيارات الإطفاء عند حدوث حرائق بها، ويشكل خطرًا على حياة الناس، خاصة مع عدم وجود مركز للدفاع المدني بالقرية.
وأشار إلى أن المجلس سبق وطالب وزارة الأشغال بضرورة تعبيد الطريق الرئيس الذي يربط القرية بسلفيت ولكن لم يكن هناك أي استجابة أيضًا، وهو ما يزيد معاناة المواطنين في الوصول والخروج من القرية.
ولفت البوم النظر إلى أن القرية تتعرض يوميًا لاعتداءات المستوطنين، لذلك هي بحاجة إلى دعم ومساندة لمواجهة تلك الاعتداءات.
وعود وهمية
من جانبه أكد عضو مجلس بلدية حوارة كمال جبر، أن سكان قرى جنوب نابلس البالغ عددهم 145 ألف نسمة، يعانون تهميشًا كاملًا من وزارات حكومة اشتية.
وقال جبر لصحيفة "فلسطين": "هناك غضب من جميع رؤساء المجالس القروية بجنوب نابلس، بسبب عدم استجابة الحكومة لمطالبهم وخاصة وزارة الصحة التي لم تنفذ الوعود التي أطلقها اشتية ببناء 5 عيادات صحية للقرى".
وأوضح أن جميع المباني الحكومية في حوارة خصصتها البلدية ولم تدفع حكومة اشتية أي أموال بها، إضافة إلى أن عمال المساجد تُدفع رواتبهم من أهالي البلدة ولا يوجد تدخل من الحكومة في هذا الأمر.
وأشار إلى أن البلدية جهّزت مديرية تربية وتعليم بمبنى كامل مساحته 500 متر مربع، وآخر لوزارة الداخلية، والدفاع المدني من أجل تسهيل الإجراءات الحكومية على المواطنين.
وبين أن قرى جنوب نابلس لا يوجد بها مستشفى أو مركز صحي كامل، ويضطر سكان القرى الذهاب لمسافة تصل لـ40 كيلو من أجل الوصول إلى أحد مستشفيات نابلس في رحلة عذاب بسبب حواجز الاحتلال.